السوسنة العذراء


iris by *impatienss on deviantART

لم تكن سوى تراجيديا مزمنة ..
أصابت السوسنة العذراء ..
كان نزيفها أعمق من أن يزال..
و أنينها موجع حد الجنون ..
دموعها البنفسجية أثقلتها ..
كنت قد عزلت نفسي ..
في زاوية الظلام المنسية ..
بعيداً عنها ..
أراقب جرحها النازف ..
ساكناً في ظلامي الدامس ..
لم أستطع الحراك .. أو التحدث معها ..
فهي تخشى الوحوش أمثالي ..
كيف لي أن أنسى ..
لست سوى مسخ ..
يقبع في ردهة البؤس ..
أحمل معي ..
رائحة الموت الرمادي ..
و أينما مضيت ..
أينما ذهبت ..
أخلف ورائي العار ..
‫.‬ ‫.‬ ‫.‬
كان غناءها العذب ..
يسحقني ..
ويسحق الرعب المكنون بداخلي ..
يداعب نبضتي الوحشية ..
لأجد نفسي .. غارقاً في حبها ..
أغوتني فتنتها ..
سحرتني بشغفها ..
أحببتها ..
عشقتها ..
و صرت أرقب الليل ..
لأطرب بلحنها ..
لم تدرك وجودي ..
ولم تعي حبي لها ..
‫. . .‬
كانت ترقص على أنغام الندى ..
تتمايل بلطف ..
و تداعب النسيم بخفة ..
ضحكاتها الساحرة ..
لم تفارق حلتها ..
بنفسجية رقيقة ..
خجولة رشيقة ..
قطرات الماء أحبتها ..
و القمر الوسيم ..
كل ليلة يسامرها ..
صاحبتها النجوم ..
غارت منها النحلات ..
جميعهم كانوا حولها..
و وحش منفي ..
صار عاشقا لها ..
. . .
في ليلة لن أغفر لوجودها ..
سممت حزينتي البنفسجية ..
صارت زرقاء قاتمة ..
تساقطت أوراقها ..
و تهالكت بتلاتها ..
جن جنوني ..
لم أتمكن من لمسها ..
أو شمها ..
أو حتى تقبيلها ..
عزلت عن روحها ..
لم يبقى منها ..
سوى غصنها المتهالك ..
و بقايا بنفسجية منثورة ..
صدمة مزقتني ..
حطمت الجدار
و كسرت القيود ..
محاولاً الهروب من سجنٍ عفن ..
لم يسمع أحدهم آن ذاك ..
صراخ المسخ المشوه ..
ولم تخترق صداه جدران ركنه المنعدم ..
سحقاً سوسنتي ..
كيف لكِ ..
و من أين لكِ ..
جرأة تغريك ..
فترحلين دون تردد ..
تاركة وحشك الوحيد ..
أين أنتي ..!!!
لعنة السماء كنتِ ..
أجيبي ..
عشقتك بعنف القدر ..
أحببتك أمد الدهر ..
سحقاً سوسنتي ..
أين أنتي ..!!!
أجيبيني ..
محبوبتي الصغيرة ..
لم كان عليك الرحيل ..
هل حبي كان ذنباً لا يغتفر ؟!
أم أن قلبك لم يعد يحتمل !..
معشوقتي العذراء ..
أين أنتي ..!!!

, , ,
3/ 7 / 2012

” محآولة سريعة لإحياء روح الكتابة فيني 🙂 .. أتمنى أن تحوز على إستمتاعكم .. “